بحث

الأحد، 10 مارس 2013

اللحن العراقي والحزن توأمان وسيمان


اللحن العراقي والحزن توأمان وسيمان

إعداد :هند

عندما كنت صغيرة كانت والدتي تدير اسطوانة الغناء ويبدأ اللحن العراقي رحلته فينا , تربيت على أغاني سعدون جابر وقحطان العطار وفؤاد سالم والياس خضر.
رغم صغر سني في تلك المرحلة إلا أن الحزن كان يرتكب فعلته بي أيضا كما الكبار .
كم نحن جميلون حين نحزن ..؟!
حين تقطر الروح مخزون الفرح فينا , كم نحن قريبون ..؟! حد الالتصاق , كم نحن متوحدون ..؟! حد الهذيان ,
بعكس ما نكون في قمة لحظات الفرح , انانيون جدا , وثراثون كذلك .
بمجرد سماعك للحن العراقي تبدأ تتقوقع على نفسك , تلبث أنت وذكرياتك المنسية , حوار صامت مؤلم, بينك وبين الماضي الجميل .
قد لا تكون على معرفة برائحة خبز التنور , والقهوة العربية الاصيلة , رائحة الارض الرطبة , والهيل , لكن النغم العراقي يدخلك رقصة على اوتار الذكرى العذبة , الصور الجميلة .
"تريد تروح وتنسانا
جروح القلب وجعانة
تتركنا بنص المي , قطرة مي عطشانة " .
أن تسمع أسعد الجابر بهذه الكلمات وانت بنشوة سعادتك , كفيل بأن يعيد بعث الحزن والذكرى الدفينة فيك , أن يأخذك مركب الحزن , تصعده وتنزله مرارا ,
ولا يبقى منه سوى اللحن عالقا بروحك , يفتك بها ويهيج الذاكرة وأنت في عز لحظات سكرتك .
"ما ندري حبك شمع بنص الليالي وذاب ..
ما ندري شوقك شمع بنص اليالي وذاب ..
مرنا قصايد عشق مر لا تخلينا "
هكذا غنى فؤاد سالم مطرب يتقلب بين اللوم والغربة والوفاء , وتتقلب اعماقك معه كذلك , طقس من الحنين اللذيذ والعتاب الفاتك يعتريك .
 حاله حال كمال محمد وحميد منصور , نفتقدهم كثيرا في الساحة الفنية حاليا , نفتقد اللحن العراقي العتيق, حتى أن فنانو هذا الجيل , يعيدون مركزهم الفني بين الجماهير إن اختلت نجوميتهم ,
 بإحياء بعض الاغاني العراقية, لكن بلحن أسرع , وحداثة لتوافق هذا الجيل .
نحن الجيل القديم العصري , لازلنا نعشق اللحن العراقي كما هو .. وبذات الحزن الذي يبثه,
فاللحن العراقي والحزن .. توأمان وسيمان .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More