بحث

الجمعة، 1 فبراير 2013

أصفهان .. جنّة تسمى نصف العالم ..


أصفهان .. جنّة تسمى نصف العالم .. 

إعداد : ولاء حاج علي 

هل حلمت ذات مرة بالصعود للجنة , هواء عليل و أنهار من مرمر وصحن مزخرف بالفواكه , ودفاتر مثقلة بأشعار عمر الخيام وحافظ الشيرازي , غابات كثيفة وبساتين غناء ونهر تتدفق معه الحياة والجمال , وثغر باسم يشجو بأبيات بالفارسية تتغنى بجمال أصفهان :

أصفهان زا نيمه خواتن ان جهان 
صد جهان ديده أم در أصفهان
وترجمتها بالعربية :
 أصفهان التي يسمونها نصف العالم 
لقد وجدت مائة عام في أصفهان.


أصفهان أو أصبهان «نصف جهان» كما يسميها الإيرانيون مدينة إيرانية، بين طهران و شيراز، في الجنوب الشرقي من المقاطعة المركزية في وسط إيران تقريباً. وتحتضن هذه المدينة الساحرة بجمالها وخضرتها السياح على مدار العام لطبيعتها الخلابة على طولشش مساحتها الشاسعة. وبالعودة لتاريخ هذه المدينة التاريخية نجد أنها ظلت عاصمة لإيران لفترة طويلة إبان حكم الصفويين، فقد حازت المدينة أهمية وصارت من المدن الكبرى في عهد الشاه عباس الكبير الذي اتخذها عاصمة له. وقد عرفت هذه المدينة منذ القديم بهذا الوصف “أصفهان نصف الدنيا”. ويقدر تعداد سكانها اليوم بنحو مليون نسمة. وأصفهان من بين المدن الإيرانية التي تعد الأكثر ثراء في التاريخ والعمارة.
وأكثر مايميز مدينة أصفهان ساحة نقش جهان أو ساحة الإمام, وهي ساحة مستطيلة تتوسطها أحواض المياه ونوافير وحدائق غناء للتنزه والاستراحة وتعد من أكبر الساحة المفتوحة في العالم بعد ساحة تيانامين في الصين . وتعد هذه الساحة من الإرث العالمي.ونقش جهان له معان كثيرة مثل رسم العالم لأنه تشبه الدنيا, وقد بوشر في بنائها في عهد السلطان الصفوي عباس الأول بداية القرن السابع عشر .وتقع فيها معالم هامة كمسجد الإمام وعمارة(عالي قابو) ومسجد الإمام لطف الله .

أصفهان ونهر زاينده رود : 
وهب نهر زاينده رود أصفهان الحياة والجمال والمئات من سكان المدينة تنفسون على صفتيه هواء الانشراح والتبسط كل على طريقته وهواه فكثيراً ما يتكرر مشهد تجمع الناس يومياً عند جسر 33 قنطرة أو سي وسه يب لمشاهدة نهر زاينده رود.وقد نظمت في العهد الصفوي مجموعة كبيرة من الحدائق على طرفي النهر وكأن المدينة غدت مدينة الحدائق والجمال الباهر . 
ويبقى جسر «سي وسه بل» أحد أبرز المعالم السياحية الأثرية في مدينة أصفهان حيث اعتاد الأصفهانيون اصطحاب ضيوفهم وزوار المدينة إليه في أول جولة سياحية لهم، وترجمته «ثلاثة وثلاثون قنطرة». وهذا الأثر التاريخي هو عبارة عن جسر مؤلف من 33 قنطرة. يبلغ طول الجسر 300 متر وعرضه 14 مترا شيد من الطابوق الإيراني المعروف بالآجر فوق نهر «زايندة» في أوائل القرن الحادي عشر الهجري أثناء حكم شاه عباس الأول، ويربط هذا الجسر بين نصفي مدينة أصفهان بين الحدائق الأربع وجلفا. ويعد هذا الجسر من المعالم الأثرية والسياحية الجذابة في أشصفهان. وكثيرا ما يعد ملتقى للعشاق والأحباب حيث ينتشر في جنباته عازفو المزامير الإيرانية القديمة والرسامون الماهرون في الرسم الفوري للأشخاص بالفحم والحرق وأقلام الرصاص والألوان الزيتية الباهرة وتتناثر محلات الأكشاك والعربات المتنقلة ببيع الذرة المشوية والفيشار والبوظة المتنوعة والمشروبات الباردة والمثلجات المعدة بطريقة مغرية وجاذبة.
ذاكرة مدينة : 
اختيرت أصفهان في عهود سابقة أربع مرات لتكون عاصمة البلاد وآخرها في العهد الصفوي وبعد اختيار أصفهان العاصمة السياسية قرر الشاه عباس الأول أن يصنع منها مدينة نموذجية وجلب أمهر المعماريين لأساتذة وتوج كل واحد منهم بالسيف البهائي تكريماً لإبداعهم. 
قصر جهلستون أو الأربعون عموداً يعود تاريخه إلى عهد الملك الصفوي السابع شاه عباس الثاني
 وقد بني عام 1057هجري حسب الدراسات التاريخية لعلماء الآثار، وتتألف أعمدة هذا القصر
 من جذوع إحدى الأشجار التي طليت بطبقة رقيقة من الألواح المصبوغة، في حين زينت كل 
جدران القصر بالمرايا والزجاج الملون والرسوم المختلفة. ويعد هذا القصر من أجمل القصور التي
 بنيت في مدينة أصفهان في العصر الصفوي. وقد أخذ القصر اسمه من الأعمدة المنتشرة في الشرفة، 
فمنها عشرون قد صفت في ثلاث صفوف كل منها يتألف من ستة أعمدة بالإضافة إلى عمودين 
آخرين على جانبي المدخل، وعندما كانت تنعكس هذه الأعمدة على سطح مياه البركة يصبح 
عددها وكأنها أربعون عمودا.فلماذا اختير هذا الرقم بعينه دوناً عن باقي الأرقام ؟ وهل للهندسة 
دورٌ في ذلك ؟ لقد اختير الرقم 40 لكثرة دلالاته ومنها أن عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
 عندما كلف بالرسالة  كان يبلغ أربعين سنة وعندما يصل الرجل إلى سن الأربعين يقال أنه 
بلغ الكمال وقد ابتكر بناة قصر جهلستون طريقة في معرفة تاريخ بناء
 هذا القصر من خلال أبيات الشعر المكتوبة على جدران واجهة القصر إذ يوازي كل حرف رقماً معيناً وفي النهاية يتم  التوصل لسنة البناء ..


كما يوجد في هذه المدينة الكثير من الحدائق الساحرة بروعتها وجمال تصميمها منذ عشرات السنين لدرجة أن بعضاً من هذه الحدائق يعود عمرها لـ(350) سنة مثل حديقة قاعة استقبال قصر “الأربعين عمودا”،
 كما تزين أصفهان مزارع الفواكه والخضار المختلفة حيث
 خصوبة الأراضي وصلاحيتها للزراعة . 
وهناك " باغَ كُلها " حديقة الزهور والتي قد تناثرت فيها
 وبين جنباتها وفي كل زواياها كافة أنواع الزهور الطبيعية الجميلة 
بأشكال مختلفة وألوان زاهية رائعة تزيح الهم من على قلوب 
المهمومين وبروائح شذاها الذكية والتي تنعشش المار بها وبأسماء 
متباينة بصفات معينة كتبت على قطعة خشبية صغيرة مع بيان 
موطن نموها .حديقة الطيور «باغ برنداكان» التي تبعد عن 
حديقة الزهور بما يقارب النصف ساعة شريطة أن يدركوا موعد 
دخول حديقة الطيور قبل وقت غروب الشمس بساعة حيث
 يمنع منعا باتا دخولها ليتسنى لهم إطعام الطيور بكافة أنواعها 
وتهيئة المكان لها للنوم، نظرا لكبر مساحة الحديقة المخصصة
 للزوار حيث يصعب على المشرفين عليها إخراجهم منها إذا 
حلت الظلمة..


كما تكثر بها المساجد الشهيرة ذات الزخرفات والنقوش الباهرة مثل:المسجد الجامع في أصفهان،
أنشأ الفاتحون المسلمون المسجد الجامع في مدينة أصفهان عام 23هـ / 644 م، عندما دخلوا البلاد،
 الذي كان أول أمره مسجداً صغيرا، ثم هدم وبني مرارا حتى جاء السلاجقة فأعادوا بناءه على الصورة
 التي بقي عليها إلى اليوم. ولم يبق من المسجد الجامع في أصفهان إلا جدرانه، والمسجد مبني من
 الحجر والآجر، وينقسم بيت الصلاة إلى أربعة أواوين. مسجد الشاه عباس: يعد من الآثار الإسلامية
 الرائعة بمدينة أصفهان، ويعد هذا المسجد من أفخم المساجد التي بنيت في العصر الصفوي،
 ويمثل هذا المسجد التكامل الفني المعماري الإسلامي، فجدرانه الداخلية والخارجية مكسوة بأجمل ألواح
 القاشاني الملون ذي الرسوم الزخرفية البديعة، وعلى جانبي المدخل منارتان رشيقتان بارتفاع ثلاثة
 وثلاثين مترا تقريبا على حين ارتفاع عقد المدخل بلونه الأزرق اللازوردي وزخارفه التي تبلغ حوالي سبعة 
وعشرين مترا.وتقوم قبته الزرقاء على قاعدة دائرية تكثر فيها النقوش والكتابات،ويقوم بيت الصلاة في
 المسجد على نظام الإيوانات لا الأروقة، وجهة بيت الصلاة مكسوة ببلاطات القاشاني.
مسجد إمام شيد مسجد إمام خلال حكم الشاه عباس، ويعد الفن المعماري المستخدم 
في هذا المسجد آية في الروعة والجمال. وترتفع مآذن المسجد نحو 48م، وفي 
الجانب الشرقي يقع مسجد الشيخ لطف الله ذو القبة المنخفضة.....

وتتميز أصفهان بشوارعها الفسيحة وميادينها الكبيرة، كما تشتهر المدينة التي خرجت كثيراً من المهندسين والمثقفين، بصناعة السجاد الإيراني الشهير الذي تحرص العائلة الإيرانية على الاحتفاظ به بل يعتبرونه كالذهب.
ويحرص الزائر لأصفهان على ألا تفوته فرصة التجول بسوق (البازار) الذي يحوي الكثير من الآثار القديمة وتعرض فيه الكثير من البضائع اليدوية والصناعات التي تشتهر بها أصفهان.


هي ذي مدينة أصفهان,مدينة العجائب,فلا تستغرب إذا وجدت اليهودي يصلي بجانب المسلم,ولا تستغرب إذا اهتزت مذنة قصر هشت بهاشت ,وتمتع بروحانية المدينة وهبوط ملائكة السماء إلى الأرض في هذا المدينة .. فأنت في مدينة الايمان تزور الجنة والأرض في آن واحد .





0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More