بحث

الثلاثاء، 1 يناير 2013

النشر الالكتروني يبتلع الطباعة الورقية ..

النشر الالكتروني يبتلع الطباعة الورقية ..

إعداد : مجد مقصوص


ما يزال الحوار دائرا حول مستقبل الطباعة الورقية في ظل نمو القراءة الإلكترونية، وهي جدلية يتجاذبها تيارا المكانة الراسخة لعادة قراءة الكتب والصحف الورقية بين ملايين من القراء المنتشرين عبر مختلف الدول العربية، وتنامي تأثير التقنية الحديثة.
ولقد غيَّرت الثورة المعلوماتية والإلكترونية في القرن الحالي الحياة، وكان لا بُدَّ من أنْ يتغيِّر معها معالم الكتاب نشراً، ونوعاً، وأداةً. وحين نتحدث عن الكتاب وعلاقته بعصر الاتّصالات والمعلومات، نكون معنيين بواقع له علاقة بالمجتمع والتطوّر وتطور الأجيال . لذا على الرغم من الولع الحالي بالطباعة الإلكترونية وأداة نشر الكتاب التي هي الآن بين أيادي الأجيال الشابة، إلا أنَّ واقعه ووضعيته مازالت عسيرة الفهم المعرفي لدى العديد من مقتنيه. فالناشر ينظر للموضوع من ناحية اقتصادية بحتة لها علاقة بالتكاليف، من الورق ونهاية إلى الشحن والتخزين، في حين أنَّ القارئ يبحث عن الأداة البسيطة التي يمكن من خلالها تسهيل عملية حمل الكتاب، والحفاظ عليه، وحتى نقله على هيئة مكتبة متنقلة بحجم كفّ اليد. ونحن في هذا المضمار لا نقصد الناشر الورقي فحسب بل الإلكتروني أيضاً
.

ومن المعلوم أن نشر الكتب في البلدان العربية يعاني مصاعب جمة، حيث تسود سوق الكتب الفوضى الشاملة لأسباب عديدة منها عدم توافر شركة توزيع وطنية أو عابرة للحدود، وغياب تطبيق قوانين الملكية الفكرية، وضياع حقوق المؤلفين والناشرين بسبب أعمال القرصنة اللا مسؤولة وغيرها من المشاكل.

لهذه الأسباب، منفردة ومجتمعة، من البديهي الاستعانة بالتقدم التكنولوجي ومجاراته، والانتقال إلى الإصدارات الرقمية الخاصة بلوحات القراءة المعروفة باسم reading tablets والمتوافر منها حاليًا أكثر من خمسين نوعا متباينة السعر والمقدرة، تعمل وفق نظم تشغيل مختلفة.

فالتطور السريع والمذهل في إنتاج الحواسيب وظهور لوحات القراءة الرقمية أو المكتبات الالكترونية المنتشرة بكثرة على الانترنت، وما تبعها من لوحات قراءة تعمل وفق نظم تشغيل أخرى مثل أندرويد وكندل، والمقدرات الكبيرة لهذه الأجهزة، كان لا بد من أن يترك أثره في عملية نشر الكتب.
وقد دفع هذا كثيرا من الناشرين في الغرب إلى إضافة الإصدارات الرقمية إلى نتاجاتهم، حيث يحظى النمط الأخير بحصة ثلث مبيعات سوق الكتب في الولايات المتحدة الأميركية، وأكثر من النصف في  أوروبا الغربية.

كما بدأت العديد من الصحف في المملكة خلال السنوات الأخيرة، بناء مواقع إلكترونية لنشر كافة التقارير والأخبار تزامناً مع الصحيفة الورقية، لتواكب التطور التقني في هذا الجانب خدمة للقارئ، وهي نسخة إلكترونية مطابقة تماماً للنسخة الورقية، ويعد تحولاً يضمن للصحيفة الحفاظ على بعض قرائها الذين تكيفوا مع هذا التطور التقني في ظل ابتعاد البعض عن شراء النسخة الورقية.
وسيبقى السؤال معلّقاً ما الذي ستفعله وسائل النشر التقليدية بعد عدة سنوات قادمة , بحين يزداد الإقبال على تجارب النشر الالكتروني ؟! , الجواب ستكشفه السنوات القادمة بكل وضوح .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More